عندما يبكي الرجال

بقلم : حنان عامر

لايزال الأعتقاد سائدا بأن البكاء سفير ضعف وعجز وهوان كما أنه عنوان “حصري” خاص بالمرأة دون الرجل يدل فى الأغلب على
عدم القدرة و قلة الحيلة ليس هذا فقط بل تتعاظم المعتقدات اذ يرى البعض عيبا في أن يبكى الرجل لأنه في قاموس الأساطير نموذج للقوة جسدا وفكرا وقرارا –، ومع رفضي لهذه الخزعبلات دعوني أتوقف أمام أجمل دموع انسابت أمامي عززت داخلي شموخ الرجل ورفعت من مكانته وأعلته الى مقام لايرتقي اليه الأ الأقوياء .

دموع أشعرتني بمكانتي كامرأة وقيمتي كـ ” ملكة على عرش القلب النظيف ” بل وأكدت لي تأثير حواء الطاغي على قلوب الرجال الملائكية لا القلوب التي لوثها غبار الغطرسة والتعالي والكذب
والاحساس المريض بالذات.

عندما يبكي الرجال فلا تظن أن الشمس خالفت قانونها وأشرقت من الغرب أو أن الجبال ودّعت ثباتها واهتزت من هول هذا الحدث بل
اعلم أنك امام رجل كالهرم يملك احساسا طاغيا بمكانة الحبيبة أو الشريكة أو حتى صديقة العمر. هذا ما قرأته حقا وأنا أطالعها تنساب
على الوجنتين . لم أقرأها ضعفا ولا هوانا ولا قلة حيلة بل قوة وعزة وشموخا بل شاهدتها كالرسالة التى أحسن فى تصديرها لى والتي
تدلل على عظيم مكانتي فى القلب وتثبت لي اننى أحسنت اختيار هذا المعدن كما أحسن اختياري.

بكى أمامي وهو يتمسك بأطراف الرحلة الجميلة التى قطعناها سويا . بكى لأنه الأحرص على شجرة الجمال التى زرعناها معا ويخشى
عليها اليوم من الجفاف . بكي لأنه يريدني داخله على الدوام لا جواره فقط في ساعات المنام . بكى ليمنحنى قبسا من قوته وعزته
وشموخه .. دموع تكلمت أمامي بصوت مسموع أشبعتنى أنا وأغنته هو عن القصص والحكايات.

عظيمة دموع الرجل اذا انسابت لمن تستحق. وجميلة هى حواء التى ملكت قلب آدم وتمكنت منه حتى بات غيابها أمرا عصيّا على القلب محفزا لطوفان الدمع والأجمل من هذا وذاك أن نفهم أن بكاء الرجال رسالة لا يصدّرها الا قوىّ ولا تقرأها الا جميلة.

اذا بكى آدم على كتف حواء فلا تسألوا كيف ولماذا بكى بل صفقوا لصاحبة الكتف التى أبدعت فى حبها وصدقت فى مشاهرها حتى
باتت الحب والعشق والذراع والسند.