عبقرية السيسي في 200 يوم

بقلم: حنان عامر

خذ الخطوة

محفزات حركتني لإعادة عقارب الساعة للوراء والكتابة عن 200 يوم عاشتها مصر بدأت مع إشراقة شمس 3 يوليو 2013 وانتهت في 26 مارس 2014، 200 يوم جمعت بين عامين لم يقرأها المصريون حق القراءة ولم يتوقفوا طويلا أمام ساعاتها، لم يمنحوها الحق وهي تستحق بحق كل الحق.

ومع كل حملته الأيّام من أفراح هنا وغضبات هناك.. ضحكات ارتسمت على ثغر وطن ودموع بكاها الجرذان في الجحور تبقى هذه الأيام في عيوني حكاية مجد وعنوان عبقرية لا تكفّ الأقلام عن استعادتها لأنها أيّام غير قابلة للمحو من صدّر مصر كما هي حيّة في قلب التاريخ العربي كله.

كيف بدأت وكيف مرت؟ هذه هي حكاية كتابي الذي لم أجد له عنوانا إلا العبقرية.. عبقرية قائد أخذ الخطوة، وقليل هم الرجال القادرين عليها، أكتب عن خطوة أقرب شبها بقطرات مطر روت أرضا وأحيت قلوبًا ومن قبل أطفأت نيرانا اقتربت من أخضر العٌمر ويابسها.

كلماتي عن عبقرية عبد الفتاح السيسي لم أستق حروفها من قاموس المدّاحين من مدمني قرع الدفوف في الأفراح، بل استقيتها من قاموس الفضل والعرفان والاعتراف بحق رجل مصري ارتضى الوقوف على خط ملتهب، مراهنا على حياة وطن.

ربما تسألوني لماذا تأخرت كل هذه السنوات؟ وما الهدف من استعادة تسع سنوات مضت؟ ولماذا أكتب عن ماضٍ فيما المستقبل يحتاج لمن يكتب عنه ويحكيه؟ صدقوني.. من السهل أن تزرع شجرة وتبني جسرًا وترفع بناية ولكن من الصعب أن تُطفئ لغما أوشك أن يحرق وطناً.