أهلا بمن لم يأت بعد

بقلم : حنان عامر

لا تسألوني عن اسمه وعنوانه وخصاله وطباعه. ولماذا اخترته أنا دون غيره شريك حياة بعد عزوف سنوات. ولا تسألوني أيضا متى التقينا وماهو المكان الذي شهد لحظة لقائنا الأول؟ وكيف تمكن هذا الرجل من استيعاب فكري وأحلامي وفاز بالقلب الذي حجبته -زمنا- عن عالم الرجال، لا تسألوني عن لون الوردة التي قدمها  لي ولا الهدية التي أعجبتني  وأسعدتني من يديه. 

فالحقيقة إنني لم أره حتى اللحظة ولم أفز بهذا اللقاء السحائبي المنتظر ولكنى استشعر وقع قدميه وقد اقتربت من ساحتي  بل ينتابني شعور أقرب لليقين بأن بيني وبينه خطوتين. لهذا أبادره بأهلا وأتأهب لقدومه بفرحة ربما أكبر من فرحة العروس.

انتظره لأقدم له نفسي ليس روحًا وجسدًا بل فكرًا وأحلامًا وأرسم معه ملامح حياة مكتوبة بمفردات العقل مرسومة بريشة العاطفة، لا احتاجه وسيمًا كما تحلم المراهقات ولا أنشده ثريًّا من أصحاب الأموال بل أحتاجه أمينًا، هذا هو شرطى بل مهري الوحيد – ان جاز التعبير – فالأمانة في عيوني هي ماسة الحياة وأغلى جواهرها، لن أقبل إلا من يحملها لي ولن أحتاج سواها من الزخارف – وعودا كانت أو أماني- يتغني بها الرجال لتطرب مسامع النساء.. أريدها هي فقط لأشبع بها وأرتوي.

لهذا أناديه اليوم بجرأة وثقة..  أهلاً به إذا كان يحمل الجوهرة.. سأفتح له الأبواب وأقدم عمري كله قربانًا لإسعاده.. سأزرع له شجرة في كل طريق وأدعوه ليستظل بحبي وحناني.

صدقوني.. هى جوهرة لا تبُاع.. لا يملكها إلا القلة من الرجال.. لا بأس أن  أصبر وأنتظر، فما أجمله الإنتظار إذا كان القادم واحدًا من هؤلاء، يصونني كوديعة العمر ويحفظني في خزانة القلب.. ويراني الملكة بتاج الجمال

اقرأ أيضًا: حيّرتنا أنواع الرجال

http://www.hawaa-adam.com