احترس. مشاعري ترجع الى الخلف

بقلم : حنان عامر

كتبت من قبل أننى أسيرة سجنك. حبيسة الأحاسيس الحُلوة التى صدّرتها لي بصوتك . منقادة بأمر الحب لنبراتك . راكضة بفعل اللهفة لرنين هاتفك ولكن رغم كل ما كتبته أشعر اليوم بقدرتي على كسر قيود الذهب التى كبلت بها يدي . أشعر بقوة غريبة على الخلاص من قيد الحب والعيش حرة طليقة فى حديقة خضراء كبيرة أزرع أشجارها بنفسي وأقطف ثمرها وحدي.


اعترف انك لم ترتكب جرما يقلل من رصيدك عندي بل ربما أثريت أسهمك حتى ارتفعت وتخطت المتوقع والمنتظر ولكن غاب عنى وعنك اننا اخترنا الحبل المتأرجح مسكنا . والحبال لا تقوى على حمل أساسات البيوت . كلانا يعيش الفرح كله متى سمع صوت الآخر. يحلم ويسعد ويغضب وينطلق على الهاتف بينما الطريق بيني وبينك بعيد . ألم تسأل نفسك يوما عن نهاية الحب المشتعل وخواتيم القصة التى عاشت وتأبى أن تموت؟


ألم تسأل نفسك لماذا البداية إذا كانت النهاية معلومة ؟ ومن أنا ومن أنت اذا كانت العلاقة بيننا ستذوب يوما ذوبان كرة الثلج . ولماذا ننزل الى بحر عالى الموج وكلانا لا يعرف العوم ؟ وأخيرا هل رسمت أنت فى منامك صورتي أم انك تكتفي بخيالات الحلم الجميل .
اليوم .. مشاعري ترجع الى الخلف لأننى فتحت النافذة المغلقة ونظرت بعيني للشمس فوجدتها لا تعرف الخجل ولا الاختباء خلف السحب.

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو love3-1.jpg

لهذا اصارحك كما تصارح هي كل البشر وأتكلم معك بكل شفافية ووضوح وأؤكد لك إن ما تحمله لى من صدق أبادلك أنا أمامه أضعافا من الوفاء، تعالى نفكر سويا فى النهاية . نحرّك العقل النائم. نبدأ من النقطة التى نهابها ونخافها . نقتحم البوابة الملتهبة فربما تتوارى خلفها حديقة غنّاء . وأعلم أن انتظار النهايات المؤلمة أصعب من رؤيتها . تعالى نفكر فى خاتمة رحلة بدأت بصدق واستمرت بصدق لنسدل على تفاصيل نهايتها ستائر وردية.


لأول مرة أشعر ان ذكريات الحب أحلى من الحب ذاته .. فاحفظ لي ذكرياتي معك كما أصون أنا أيامك فى خزانة أمينة. دعنى أحب فيك الماضي الجميل لا الحاضر المخيف ولا المستقبل مجهول العنوان.. عنواني معك وهاتفي لديك وصورتي فى ذاكرتك .. تكلم واكتب ماشئت . أما أنا فأعيش الآن لحظة مصارحة مع النفس . هكذا علمتني شمس النافذة أن اكون أكثر وضوحا مع نفسي والعالم . دعني اقرأ حياتي بعيدا عن سيطرتك . دعني أشرب شرابا مختلفا عن كأسك . دعني أسافر بحلمى بعيدا عن جزيرتك . ربما أعود بحلّ مختلف.
الآن احترس .. فما اصعبها مشاعر حواء إذا رجعت خطوات للوراء.

http://www.hawaa-adam.com