البلياتشو

بقلم: حنان عامر

لم يدع فرصة لعواطفي كي تقول كلمتها، ولم يمنح مواقفه الفرصة كي تتكلم نيابة عنه بل اقتحمني –غصبا- بكلمة بحبك. كررها كثيرا حتى باتت بلا مذاق، أسمعها فقط دون شعور بتأثيرها على نفسي ودون أن ألمس لها وقعا داخلي.. ومع إحساسي الصادق بخداعه إلا أن الفضول ساقتني لمجاراته حتى أعرف ماذا يريد؟ وماذا ينشد من وراء إقامة علاقة جديدة تضاف لرصيد علاقاته النسائية الفاشلة.

كنت أسمع وأُحلل وأقف على كل كلمة ينطق بها ليتأكد لي أخيرًا أنني أمام رجل من فصيل الحيّات، متلوّن بالفطرة، ينطق بالكلمة وينفيها وبالوعد وينساه ويروى الحكايات المصنوعة بلسان الخيال عن بطولات على وسادات الليل لا يظهر فيها الا وجه الفاشل والمهزوم.

كثرة هواتفه ورسائله تحولت إلى فيلم من أفلام الكوميديا الهزليّة التي نحتاج أحيانا لمتابعته لا لنضحك بل لنسخر من المؤدي البلياتشو الذي يقدم مشاهد هابطة لإسعادنا فنشفق عليه. البلياتشو انتقل موقعه من على المسرح إلى مكان بديل على أرض الحياة، انتقل ليبيع للنساء بضاعة الحب الرخيصة، ويعدهم بما لا يستطيع.. واجهوه بالسخرية إذا وجدتموه.. فابتسامه السخرية تكفيه ليحترق.

http://www.hawaa-adam.com