الحب … جنة الحياة

سألت نفسي كثيرا ماذا سيتغير فى دنيانا لو محونا مفردات الفراق والغياب والرحيل من
قاموس حياتنا واستبدلناها بمفرادت مرحة منطلقة . ماذا لو تشابكت أيادى حواء وادم ليصنعا
معا عشا سعيدا على بوابته حرّاس الحب والعطف والرأفة والحنان . ماذا لو قلنا للعصافير
مرحبا فى صباح اليوم ومسائه ورفضنا استضافة غراب الخراب فى بيوتنا حتى لو تجمّل
امامنا بألف رداء . اسئلة كثيرة راودتني ولازالت تراودني كلما عاينت دموع حواء المهزومة
او شاهدت ملامح آدم الحزين .

جاءتني باكية لتسألنى عن ملامحها كيف أراها أنا بعيون الانثي وهل هى بحق زوجة جميلة
كما ترى نفسها أم أن مرآة بيتها تخدع وتكذب ؟ شكت أمامى حظها العاثر فى زيجة لم تجن
من ورائها إلا المرارة والألم .. استطردت فى شكواها من آدم الزوج الذى يرى فى التسلط قوة
وفى الإهانه رجولة ويسعد بدموعها ربما أكثر من بسماتها وضحكاتها .لم استطع احتمال
رؤية دموعها وسماع شكواها وقررت آن أكون – ولأول مرة – جسر الوئام بين زوجين
أحمل لهما كل التقدير والاعزاز .. هاتفته لأساله عن طوفان الغضب لماذا غاب عنه الشاطى
الهادىء والى متى تجعلان من عش الزوجية جمرة نار تحرق الأمل فى الغد الجميل. واين
ضاعت أحلام الخطوبة والهدايا والورود الحمراء فأجابنى شاكيا من طباعها وخصالها وكيف
انه تحّمل منها فوق حدود الطاقة والاحتمال . استطرد فى حديثه حتى مللت السمع واستأذته .

كلماته وكلماتها لم يلتقيان على سطر واحد حتى اننى ما عدت أعرف من المخطىء فيهما ومن
المصيب ؟ من الذى مزق وردة الحب ومن الذى يصحو مبكرا ليسقيها ؟ فقط اكتفيت معهما
بعبارات الصبر التى تتكرر على ألسنتنا حتى فقدت معانيها التأثير على القلوب .
عدت لأسال نفسي ماذا ينقص الزوجين كى يعيشا جنة الحياة ؟ ولماذا لا يشترى هذا الزوج
الغاضب خاتما ذهبيا غالى السعر وتتجمل الزوجة بفستان جميل الألوان ويعيدان الحياة
الزوجية من نقطة بدايتها الأولى .. خطوبة جديدة بعد 10أعوام زواج.

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو love-1.jpg


لماذا لا نغير فصول أعمارنا من خريف لربيع ونستدعى من جديد أحباء لنا وخلان يباركون
لنا الأفراح ويطلقون حولنا زغاريد التهاني .
قررت أن أبدأ المبادرة واشتريت من مالى الفستان الابيض والخاتم الذهبي ودعوتهما لحفل
الخطوبة الجديد لأذكرهما معا بالأيام الجميلة وادعوهما لحياة تبدأ اليوم بلا ماض بذكريات
مؤلمة .
ارتدت صديقتي الفستان وجلست جلستها الخجولة ومدت يدها ليضع الزوج فى أصبعها خاتم
الحب الجديد وهمت رفيقة لى لتطلق الزغرودة ليصدح صوتها فى الاركان.
“المفاجأة” أن الزغرودة أيقظتنى من نومى ومن حلمى الساحر..ابتسمت وتمنيت لو يتحول
حلمى الى قانون حب جديد وتحيى حواء وادم حياتهما بخاتم وفستان كلما ذبلت وردة الأفراح..
خاتم وفستان فقط يكفيان .. فليتنا نبدأ الآن.

المرأة لم تخلق لتكون محطة إعجاب الرجال جميعا ولكن لتكون مصدرا لسعادة رجل واحد
….مقولة قرأتها واحترمت معانيها.

حنان عامر

http://www.hawaa-adam.com