هل الخاطبة الالكترونية أصبحت بديلًا عن الحب؟

قطار الرومانسية بلا مقاعد خالية

فقدت كلمة الحب اليوم بريقها وصارت أشبه بشباك الصيد التى يُلقى بها البعض كى تصطاد له
الغنيمة وغابت المعانى الصادقة الجميلة التى سكنت قلوب فرسان الحب أزمانا حتى الطريق
الموصل للزواج لم يعد هو ذاك الطريق المفروش بأزهار الثقة وورود الجمال.. هذه هى
الحقيقة بل الصورة التى تتضح ملامحها كلما رأيت شبح اليأس و الخذلان يخيّم على ملامح
حواء الضحيّة التى قتل آحلامها وأهان ايامها طموح خادع ورجل بقصة حب كاذبة.


أكتب اليوم بعدما قرأت تقريرا بثته إحدى المنافذ الألكترونية التى تتربح بأحلام الفتيات اللائي
يبحثن عن زوج. تقرير صادم أكد لي أن حواء عنوان الرقة والعذوبة تحوّلت إلى سلعة تباع
فى الأسواق .تعرض اسمها وملامحها ولونها وطولها وعرضها على أمل ان يتقدم لشرائها أى
رجل


صدمتنى فى التقرير كانت كبيرة وفى حواء كانت أكبر وأكبر. وبدأت أفتش عن فاترينة
الزواج الجديدة والعروض الغريبة للإرتباط واسأل كيف ارتضت حواء أن تدخل بقدميها هذا
السوق المزدحم بالكاذبين؟ وكيف تبني عش أحلامها مع رجل جالس أمام شاشة عنكبوتية
ينتقى من بضاعة الجميلات مايروق لأهوائه؟ ولماذا التعجل فى البحث عن أى رجل فيما
نصيب الجميلات – حسبما نؤمن – ينتظر فى مكان معلوم وزمان لا يتغير.

شعرت بخيبة الأمل وأنا أطالع تقرير الخاطبة الألكترونية وحزنت على حواء الواقفة على
أعتاب هوّة سحيقة تناديها للسقوط. ومع كثرة الأعداد والأشكال والجنسيات أيضا استوقفتنى
الأعمارالصغيرة. فتيات لم يتخطين سقف العشرين ينادين فارس الأحلام دون الاكتراث
بملامحه ومعدنه وأصله وتاريخه.


صدقونى الخاطبة الألكترونية بلاعواطف لا تداوى جرحا ولا تبكي على ضحية كما انها
لن تقدم لنا الهدايا. فلنخرج من ساحتها الآن ولندرب أنفسنا على حقائق لاتموت. ندرب أنفسنا
على الايمان بالنصيب ولنستعيد قصص الحب الراقية التى تعلمناها من زمن مسافر ولنحاول
أن نتعلق بقطار الرومانسية حتى ولو ركبناه واقفين ولم نجد داخله مقاعد خالية.

http://www.hawaa-adam.com