كيف تهدم حواء الهرم بإصبعين فقط؟

كثيرات منا يتعلقن بحبال الوهم الواهية ويحسبن أن فراق من أحبّوا هو نهاية العالم والفصل الأخير فى دنيا السعادة، بعضهن يهدد بالإنتحار وأخريات يكرهن عالم الرجال وفريق ثالث يظل حبيس الحب الأول حتى ولو مرت عليه سنوات، هذه هى حواء ذات الحس المرهف تلوذ مختارة الى سجن الخيالات ظنًا منها انه القصر المنيف وتنتظر فارسها على بوابته فيما الفارس يحوم حول قصر بديل.

ومع احترامى للوفاء الذي يعلو فى قلب حواء كالجبل ويتعاظم داخلها ويكبر ومع تقديري لمشاعرها الجميلة إلا أن قناعتى اليوم تزداد بأن بانية الهرم بسواعد القوة هى وحدها القادرة على هدمه بإصبعين، تهدمه دون حزن بعدما يتأكد لها انها بنت فى أمسها كيانا لرجل لا يستحق.

موقف واحد يكفى من آدم ليزيل من على عين حواء “الغشاوة” ويجعلها ترى حقيقة الدنيا من نافذة الوضوح، موقف واحد يكفيها لتنزع ورقة التوت عن قصة حب لا تعيش إلا فى جمهوريات الخيال، موقف واحد يردها الى صوابها ويمنحها الجرأة لتدفع هرم الحب بأصبعين فتحيله الى اطلال بلا ذكريات حواء.

اخرجي من خيالات السجن المنيف، فالسجون لا تصلح لأن تكون قصورًا ولا تمنحي الوفاء لرجل الثلج فمكانه المتاحف لا القلوب، وكوني على ثقة أن بين ضلوعك قلبا يملك الرقة والقوة، يبنى ويهدم، يزرع ويحرق، لا تستسلمى لأكاذيب الضعف ولا تنتظري للقادم ببطء.. فالأوفياء يركضون لساحة من أحبوا.

ليس عيبًا أن تقاسمي آدم الحب سنوات وتقدمي له المشاعر الحلوة بلا ثمن ولكن العيب أن يحيلك إلى دُمية وينتقل بك من كائن حرّ إلى عصفور فى زجاج.. اخرجي من أسره متى أهان الرحلة الجميلة، اهربي من سجنه متى لم يعرف قيمة السجينة، وقولى له بصوت عال.. بنيت لك أهرام الوفاء عمرًا فلا تتكبر.. فبأصبعين فقط سأجعلها بقايا من تراب رخيص.

اقرأ أيضًا: أزمة الصحف الورقيّة وفلسفة (نط من المركب)

http://www.hawaa-adam.com