احلام اليقظة

احلام اليقظة يمكن ان تتحول الى مرض نفسي

من منا لم يتخيل إنه متواجد فى مكان محبب إلى قلبه ومع الأشخاص يود لقائهم فيشعر بالسعادة، أو إنه ينتقم من أشخاص قاموا بأذيته وهو ما يسمى بأحلام اليقظة والذى قد يتطور إلى مرض نفسى يحتاج إلى علاج وكيف يمكن أن نفرق بين احلام اليقظة والمرض النفسي.

احلام اليقظة في علم النفس

تناول فرويد رائد المدرسة التحليلية في علم النفس احلام اليقظة على أنها تعبير الفرد عن أهدافه ورغباته المكبوتة، فهي الحالة الذي يدخل فيها الفرد نفسه لإشباع رغباته وتحقيق أهدافه التي قمعت وكبتت في الحاضر أو في الماضي في مرحلة الطفولة بسبب رقابة الأهل أو المجتمع، كما اعتبر فرويد أحلام اليقظة أنها الحالة التي تقع بين النوم والاستيقاظ، أما حديثاً فقد قام العالم إريك كلينجر عام 1980م بالكثير من الدراسات التي تناولت موضوع أحلام اليقظة، ووجد أنها تدور غالباً حول الأحداث اليومية العادية التي يمر بها الفرد، فمثلاً الأفراد العاملون في الوظائف المملة كسائقي الشاحنات، يستخدمون أحلام اليقظة للتخلص من حالات الملل والضجر التي يتعرضون لها بسبب طبيعة أعمالهم الروتينية، وبشكل عام لم يجمِع علماء النفس على تعريف ثابت لهذه الظاهرة.

تحول احلام اليقظة الى مرض نفسي

عادة يمارس جميع الناس احلام اليقظة ولكن من دون إغراق فيها أمّا من يغرقون في أحلام اليقظة فإنهم يشكون من كثرة السرحان وعدم تذكر الأشياءبسهولة والبطء في إنهاء المهام التي يريدون إنجازها، فمثلاً يشكو الطالب الجامعي أنه لا يستطيع التركيز أثناء المحاضرات على الرغم من حضورها بإنتظام وعلى الرغم من محاولته الإنصات والانتباه للمحاضر، كما أنه عندما يجلس إلى كتابه ليذاكر فإنه يبدأ بقراءة وفهم بضعة سطور ثم ينتبه فيجد الوقت وقد مر عليه طويلاً من دون أن يقرأ غير هذه السطور القليلة فيتساءل بينه وبين نفسه، أين كان؟ وماذا شغله خلال هذه الساعات؟ حيث كانت عيناه على سطور الكتاب بينما عقله في عالم آخر.

ومن هنا تتحول أحلام اليقظة من مجرد عادة إلى مرض نفسي يحتاج إلى علاج ولا شك أن الإنسان المصاب بحلم اليقظة يجب أن يتخلص منه علي الفور إن زاد عن حده أو أدى ذلك إلى تعطل بعض أمور حياته، إن الانسان المصاب بحلم اليقظة لا يستطيع أن يتقدم في حياته فقد يلقي اللوم على أشخاص آخرين لا ذنب لهم ولكن فقط ليرضي نفسه، فيخلق لنفسه عالم إفتراضي يعيش فيه ويحقق آماله وأهدافه من خلاله ولكن ذلك في عقله الباطن فقط وفي عالمه الذي صنعه لنفسه لا في الحياة الواقعية.

الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أحلام اليقظة

عدم الثقة بالنفس، يوجد بعض الشباب الذين لا يثقون بأنفسهم وقدراتهم وقد يكون لذلك أساس موضوعي لدى القلة القليلة منهم بينما لدى أغلبهم ليس له ما يبرره، غير أنه وصل إليهم من أباء قساة كثيرو الانتقاد أو هو مجرد عدوان تجاه النفس فيقل الشاب من ثقته بنفسه وتكون صورته عن نفسه مطابقة لذلك فيلجأ إلى تعويض هذا الشعور بالنقص على مستوى الخيال فيغرق في أحلام اليقظة.

عدم القدرة على التكيف، كثيراً ما يتصادم الشباب بمن يكبرونهم سناً سواء في البيت من الآباء والأمهات أو في معاهد العلـم مـن الأساتـذة والقائمين على تعليمهـم أو في أماكن العمل، ويثور الشباب بأن الكبار لا يفهمونهم، ويرد الكبار بأن هؤلاء الشباب متمردون ثائرون ويحتد الصراع في نفس الشاب، ونظراً إلى أنه الطرف الأضعف في هذا الموقف إذ يملك الكبار مقاليد الأمور فهو صاحب الشكوى وهو غير قادر على التكيف وسيحل ذلك عن طريق أحلام اليقظة إذ يحلم بيوم تؤول فيه السلطة إليه ويصلح بها ما فسد من الكون.

اقرأ أيضًا: ليلة الزفاف.. بين الخيالات والحقيقة

http://www.hawaa-adam.com