رحلة إلى بالي لاستكشاف ثلاثة أرباع جمال الطبيعة

تنسيك الدنيا و معها تعيش أحلى شهور العسل
فى بالي.. الطبيعة تختارك عريسًا
جزيرة العشاق تتجمل بألوان الورود.. والمعبد يحكي لك قصة الفاكهة

سياحة الفكر والجمال تداعب العيون والكاميرا والقلم

رحلة حنان عامر

لم تكن بالى أو ما يطلق عليها جزيرة العشاق على قوائم اختياراتى وقتما فكرت أن أقفز فوق أسوار السياحة التقليدية والسفريات المتكررة واختار مكانا جديدا حتى ولو كان بعيدا .. سألت من حولى عن قطعة جميلة أركن اليها أنا وقلمي وأعيش فيها سياحة الفكر والجمال .. قطعة تضيف الىّ والى حافظة ذاكرتي الشيء الكثير خاصة وان المسافر معى إلى هذه البقعة عريس صاحب ذوق خاص لا يحب إلا الاجواء الجديدة والمختلفة، سافرت بصحبة قلمي إلى أندونسيا ومن بعد إلى بالى تلك الجزيرة التى فازت بثلاثة أرباع جمال الطبيعة وتركت البقية ليتوزع بين الجزر و البلدان.

مكان تتنافس فيه الخضرة والماء فى صناعة عالم ابداعى خلاق، على الطائرة البداية كانت على متن الطائرة حيث قاسمتني الجلسة عروس بفستان الفرح، تجاذبنا الحديث عن الجزيرة التى ستفتح لنا ذراعى الترحاب بعد ساعة أو ربما اقل.. وعن الخيارات التى كانت أمامها وامامى قبل ان نتخير هذا المكان .. تجاذبنا احاديث كثيرة ولكنها فاجأتى قائلة ان بالى جزيرة لا يأتيها الا العرسان فى شهور العسل الأولى لما تتميز به من خصوصية حالمة فلماذا تسافرين إليها منفردة؟

فأجبتها أنا لست وحدي بل معى قلمي.. هذا هو عريسي الذي من اجله سافرت وله تخيرت البقعة الحالمة.. لحظتها أدركت اننى صحفية مسافرة بقلم وكاميرا لأفتش عن بضاعة الجمال واشترى الحسن من بائعيه.

حفاوة واستقبال

فى مطار بالى كانت الحفاوة الجميلة بالسائحين وتحديدا العرب فالمعنيون بسياحة بالي كانوا يريدون محو اللحظات المأساوية التى عاشها العرسان مع جارتها تسونامى ويؤكدون أن الطبيعة هنا متسامحة كما البحر لا يغدر بعشاقه .. استقبال اسطوري إن
جاز التعبير وباصات فى الانتظار لتقلنا كل الى المكان الذى يريده .. في الحافلة كنت أتابع الجزيرة الساحرة التى تكتسي باللون الأخضر وأسجل في ذاكرتي ملامح مبانيها الفريدة وارى الورود الطبيعية التى تجاورت فى كرنفال لم تره عينى من قبل
نجوم خاصة فى الفندق القيت حقيبتي وسارعت لأشاهد اطلالة البحر الهادىء واقف على الرمال الرائعة فى لحظات ابهار قلما تتكرر فى حياتي.. نعم انها جزيرة لا يرتادها إلا العاشقون.

جلست ومعي قلمي وأوراقي لا اعرف من اين أبدأ وعلى أي سطر أضع النقطة .. فكل لحظة في هذه الجزيرة تستحق صفحات وصفحات في شيراتون بالي كل شىء هادى فلا تكاد تسمع للهمس صوتا وكأن قانونا يحمل عنوان “لا للإزعاج” يتم العمل به فى هذا المكان .. ليس هذا فقط بل “لا للفضولية أيضا” فكل شخص مشغول بعالمه الخاص.. ساعات كتبت فيها ما عجزت عن كتابته في أسابيع ومن بعد خرجت لأطالع هذا الفندق الشهير واتفقده جيدا ليتأكد لى بعد جولة دامت لساعة اننى اسكن فندقا كسر تقويم النجوم الخمس واختار لذاته نجوما خاصة.

الفاكهة فى المعبد

بعد ساعات خرجت فى جولة تفقدية للجزيرة ومافيها ومع كل ما رأيت لم تدهشنى إلا الطقوس الغريبة التى يبتدعها أصحاب الديانات غير المسلمة وهم يقدمون قرابين الفاكهة لألهتهم .. أطباق من الفاكهة تحسن كل سيدة فى تنظيمها وتغليفها ووضعها
فى سلال انيقة لتقدمها الى الإله فى معبده الخاص .. أدهشنى هذه التحفة الجميلة التي تحملها السيدات على رؤوسهن بذات الطريقة التى تحملها نساء الريف فى بلادنا.. طوابير من النساء يحملن الفواكه حتى حسبت ان هذا اليوم عيد للفاكهة فى بالي.

توقفت الحافلة أمام المعبد فلم يسمحوا لنا كسياح بالدخول الا بعد وضع شريط أحمر على الوسط . توقفت لأجد كل سيدة تتقدم لتضع الفاكهة وتعود.. ازدادت مساحة الفضول عندى حتى عرفت إن بالى تعد من الجزر التى تحتضن ديانات عدة منها المسلمة والمسحية والبوذية والهندوسية وغيرها كثير وما اراه من طقوس ما هو الا واحدة من طقوس احدى هذه الديانات.

ليل بالي

ليل بالى مختلف فى صفاء سمائه وإطلاله نجومه عن الليل ربما فى اى مكان حتى ان الفندق استثمر هذه الاجواء فى صناعة مسرح على الماء يستجمع كل الفنون.. رقصات واغاني لمن يحب الطرب ويتوق لجلسات الأغاني .. اما من يتوق للهدوء وجلسات الخلود الى النفس فما اكثرها الاماكن وما احلاها .. فى بالى انت مدعو كي تكون صديق الطبيعة وحبيبها بل وعريسها ايضا .. ففى أحضانها نم وتمتع بأحلى شهور العسل.

فنون المعمار

من اللافت فى هذه الجزيرة أضا اتساق خطوط المعمار حتى لا نجد للمباني أطوالًا مختلفة وكأن المباني مهندس واحد.. صورة معمارية رائعة تعطى للجزيرة ملمحًا من ملامح الجمال خاطف العيون، ومع المبانى تطالعك وسائل النقل خفيفة الظل والشكل والتي تتهادى بين أشجار الجزيرة وهى تنقلك من قطعة حسن لأخرى ومن زاوية جمال لأجرى أروع وأحلى.

أقل من 24 ساعة

اليوم فى جزيرة العشاق اقل من الـ 24 ساعة.. فالوقت مسروق بأمر الجمال حتى اننى كنت اشعر بالحزن كلما مرت ساعات اليوم بهذه السرعة المذهلة ووقتما انتهت رحلتي التى دامت اسبوعًا كنت قد ملأت أوراقي وحافظة كاميرتي بأجمل ذكريات عن جزيرة صغيرة فازت كما ذكرت بثلاثة أرباع جمال الطبيعة.. عدت لأستعيد الجمال وأحلم بالمكان واكتب من جديد عن بالى جزيرة العشاق والمحبين والكاميرا والقلم.

اقرأ أيضًا: عيد الأب.. نشأته وتاريخ الاحتفال به

http://www.hawaa-adam.com