
فيراري سوبر فاست 812 2021.. أداء يخطف الأنظار
يشكّل تصميم الديناميات الهوائية لطراز 812 Superfast جزءاً من التزام فيراري المستمرّ بتحسين دائماً الأداء مع كل طراز جديد من حيث السرعة وديناميات السيارة المحسنّة أيضاً لتجربة قيادة أكثر تشويقاً.
وهدفت الخطوط التوجيهية العامة للتطوير إلى تحقيق كفاءة دينامية هوائية عالية من خلال تعزيز القوّة الضاغطة نزولاً التي تؤثر على ثبات سيارة من دون زيادة الجرّ لأنه يؤثر سلباً على استهلاك الوقود والسرعة القصوى. وتشكّل أرقام معامل الديناميات الهوائية التي تحقّقها سيارة 812 Superfast تقدماً كبيراًبالمقارنة مع أرقام F12 berlinetta.
في الواقع، سجلت السيّارة رقماً قياسياًبلغ 1.72، أي أعلى بنسبة 53 في المئة مقارنة بالطراز السابق. وكان العامل الرئيسي الذي ساهم في تحقيق هذا الرقم القياسي للمعامل هو زيادة بنسبة 65 في المئة في القوّة الضاغطة نزولاً إلى 210 كلغ عند سرعة 200 كلم/ساعة.
وقد حرصت فيراري على تأمني أرقام الجرّ المنخفضة هذه من خلال حلول الديناميات الهوائية المتحركة، سواء أتمّ تحريكها ميكانيكياً (ديناميات هوائية متحركة ناشطة) أو من خلال ضغط الهواء نفسه (ديناميات هوائية متحركة هامدة). وتأثرت كثيراً الخيارات المتّخذة في هذا المجال بتلك المتعلّقة بطراز F12 tdf المستوحى منطراز F12 berlinetta الذي يتشارك مع سيارة812 Superfast أرقام القوّة الضاغطة نزولاً نفسها.
وتبرز إلى جانب فتحات جانب فتحات الهواء لتبريد المحرك والمكابح ريشةٌ متحركة على المصدّ الأمامي من شأنها أن توجّه تدفق الهواء الذي يصيب الجزء الأمامي من السيارة للتأكد من أنهيمرّ بمحاذاة جانبي السيارة، مما يحدّ من أثر الهواء الذي يخلّفه عرض السيارة. ويؤدي ذلك بدوره إلى تقليص الجرّ بشكل ملحوظ.
أما توليد القوّة الضاغطة نزولاً في الجزء الأمامي فيُعنى به بالمجمل مشتتا هواء يقعان فوق العجلتين الأماميتين مما يزيد من كمية الهواء التي يسحبها قسم السيارة السفلي. ومن أجلالتخلّص من الجرّ المرتبط بهذين المشتتين تمّ تجهيزهما بنظام ديناميات هوائية متحرّكة. فعندما يتم تفعيل النظام يتوقفّ عمل المشتتين بالكامل وكأنهما مندمجين بالعجلتين.
ويتم تفعيل السطح المتحرّك المدمج في جانح المشتت المائل بواسطة ضغط الهواء الذيعندما يدخل من الفتحة السفلية من الجزء الخارجي للمصد يجري تحويله إلى السطح المتحرك. وعندما تبلغ السيارة سرعةًيكون فيها الضغط في المسلك أقوى من قدرة التحملّ المحددة مسبقاً في نابض مرن متصّل بالسطح، ينفتح السطح المتحرك، فيتم بالتالي الحدّ من جرّ السيارة وتتحسن القوّةالضاغطة نزولاً في الجزء الأمامي.
وتتعزّز قدرة المشتّتين الأماميين على توليد القوّة الضاغطة نزولاً بواسطة كمية الهواء الكبيرة المسحوبة عبر قوسي العجلتين الأماميتين نحو جانبَي السيارة. وتوجّه هذه الفتحة على جانبي السيارة الهواء المتدّفق من المشتتين اللذين يقعان في مقدّمة الجزء السفلي، مما يحول دون تراكم الضغط داخل القوس ويحسّن القوّة الضاغطة نزولاً ويحدّ من الجرّ.
وتمكّن المصممون من رفع هذا التأثير إلى أقصى قدر ممكن عبر فتحتي هواء ناتئتين على غطاء المحرّك إلى جانب المصابيح الأمامية. ويتم توجيه الهواء بواسطة قناة محدّدة إلى الجزء الأمامي من داخل قوس العجلات حيث تقلّص الضغط، قبل تنشيط الهواء المتدفق الخارج على طول الجانبَين.
ويولد الجانح الخلفي أيضاً قوّة ضاغطة نزولاً، وتعلو حافته الناتئة 30 ميلليمتراً عن جانح F12 berlinetta كما هو الحال في طراز F12tdf. ومع ذلك، وعلى عكس هذا الأخير، لم يتم تمديده نحو الخلف لتجنب تغيير أبعاد السيارة، فزاد ذلك من الجرّ لكنّالفجوة غير الاعتيادية في الجزء السفلي من الزجاج الخلفي قبل الجانح تعوّض عن ذلك.
ويؤدي هذا الانقطاع إلى فصل في تدفّق الهواء من النافذة الخلفية، مما يولّد دوامات طولية تزيد الضغط على الجزء السفلي من زجاج السيارة الخلفي، مما يقلل من الجرّ المتأتي عن القوّة الضاغطة نزولاً التي يولدها الجانح. وقد تم تصميم قوسي العجلتين الخلفيتين للحرص على توليد قوّة ضاغطة نزولاً بشكل فعّال. في الواقع، تمّ الحدّ من قوّة الرفع التي تتولد بشكل طبيعي بفعل الطريقة التي ينحني فيها البدن فوق قوسَي العجلات، وذلك من خلال اللجوء إلى معبر انسيابي يمرّ بين الهيكل الخارجي وقوسي العجلتين الخلفيتين الداخليين.
بالتالي، بدلاً من أن يلحق الهواء انحناء القسم السفلي من ذلك الجزء، مما سيؤدي إلى توليد قوّةرفع، يدخل الهواء المتدّفق عند مستوى منتصف السيارة مسحبَ الهواء خلف النافذتين الخلفيتين. ثم يتم توجيهه إلى قناة تسمح له بالخروج من أمام الجانح الخلفي.
فيتم بالتالي الحدّ من تأثيرقوّة الرفع المتولدة في الأقواس، مما يولّد قوّة ضاغطة نزولاً من دون زيادة الجرّ. وتم اعتماد ثلاثة أزواج من السدود المقوّسة التي تعمل كمولدات للدوامات في القسم السفلي الأمامي، وهي مسؤولة عن 30 في المئة من الزيادة في القوّة الضاغطة نزولاً بالمقارنة مع F12 berlinetta. وتولّد هذه السدود تأثير أرضيّةٍ عن طريق توليد دوامات قويّة وعبر التخفيض من أثر الهواء الناجم عن العجلات إلى الحدّ الأدنى، مما يعزز قدرات القسم السفلي المسطح على توليد القوّة الضاغطة نزولاً.
وعلى عكس السدود في طراز F12tdf، تتحلّى السدود في 812 Superfast بفتحات نفث جديدة تعزّز فعالية السدود عن طريق الحد من إجمالي الضغط على جانب السدود الأمامي. ونتيجة لذلك، وعلى الرغم من بقاء القوّة الضاغطة نزولاً على المستوى عينه، تم تقليص الجرّ في هذا القسم بنسبة 15 في المئة.
ونتيجة الامتصاص القوي الذي يولّده الجانح الخلفي، تمت إعادة تصميم المشتت الخلفي بالكامل لزيادة قوتّه على السحب. أولاً، باتت حافة المشتت الناتئة تضمّ جناحاً فيخسفة عميقة في المصدّ. فيصيب الهواء المتدفق من السطحَين السفلي والعلوي الفاصلَ الذي يمتد علىكامل عرض المشتت، فيزيد القوّة الضاغطة نزولاً التي يولدها هذا الأخير بنسبة 12 في المئة.
وما دام المشتت الخلفي أحدأهم المكوّنات المساهمة في توليد القوّة الضاغطة نزولاً وما ينجم عنها من جرّ،أدخل المصممون فيه نظاماًيضمّ ثلاثة جنيحات نشطة تدور بزاوية 14 درجة (في الإعدادات المخصصة للحصول على أدنى مستوى من الجرّ) من أجل إبطال عمل مشتت الهواء، مما يحد من الجرّ الإجمالي بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا: