عقيمة بثلاثة أولاد.. كيف؟

معاناتى تحمل نفس العنوان الذى قرأتموه.. لا تتعجبوا فالعقم فى نظري ليس عدم القدرة على الانجاب بل انعدام القدرة على الفرح والسعادة. فأنا أعيش العقم بكل معنى له، بيتي أشبه بالقبر المظلم وزوجي يعيش فى دنيا خاصة لا يكترث بوجودى وكأننى قطعة أثاث قديمة.

لا أنكر أننى الجانية والضحية فلقد تزوجته كبيرا عني بـ 20 عاما رسم لى بخيالاته الأدبية لوحة حياة جميلة تتمناها كل الفتيات وبعد عام واحد تمزقت اللوحة بأمر الإهمال وظهر لى رجل آخر غير الذى كنت أعرفه، يميل إلى تعذيب كل من حوله ببطء شديد مستخدما سلاح الصمت والتجاهل حتى أصبحت من حولي الحياة ساكنة لا صوت فيها، حتى أولادى الصغار الذى أبدعت فى تربيتهم وقفوا فى صف ابيهم لأنهم وجدوه كنز المال وبوابة النعيم، أما أنا فلا أملك إلا الحنان الذى بات سلعة رخيصة يمكن شراؤها حتى من الخادمات.

هذا هو العقم الحقيقي أن تموت حيّا وأن تتنفس الأنفاس الصعبة حتى لو فتحت ألف نافذة واستقبلت الهواء العليل، طلبت منه الانفصال فلم يندهش من طلبي وبات يعايرني بالسائق الذى يوصلني هنا وهناك والفيلا الكبيرة التى أسكنها ويذكرني بأيام الفقر التى كنت أعيشها فى بيت أبي البسيط . رجوته مرارا ان يطلق حريتي.

فطموحاته فى الحياة ليست على مقاسه واحلامه بتضخم ثروته لسقف المليارات ليست من فصيل أحلامي، فانا امرأة تنشدة السعادة الفقيرة وتتمنى رجلا يهتم بها وبأنوثتها التى ملت الجفاف، نعم لقد تحولت مع هذا الزوج الى خادمة VIB تقطن فيلا وتركب سيارة وتتجمل بالمكياج وعبق الورد، ينظر اليها العالم كله نظرة المرأة
المنتسبة للعالم المخملي فيما ارى نفسي كالأرض البور لا تزورها قطرة اهتمام لتعيدها الى الربيع.

كرهت الحياة فى هذه الفيلا الكبيرة كما كرهت لون مركبتي وصوت سائقي واشتقت حقا لمن يشبع عواطفي بكلمة ويعيرني الاهتمام الذى استحقه، صدقوني كنت اظن الزواج من شيخ كبير سيصدر لي الخبرة والأمان وكأننى انتقلت من أحضان أب الى أب جديد ولكن ياللاسف حانتني قراستي ونسيت اننى في عمر لا يحتاج للخبرة والأمان فقط.

عمر يعيشه غيرى بانطلاق وفرح فيما انا باقية في مكاني، قطعة اثاث قديمة في فيللا جميلة.. لا تستمعوا لصوت من يرسم لكم شجرة الجمال على الورق ويروى لكم تربة الأيام بالأماني والأحلام. بل اسألوه أولا هل تستطيع أن تروى شجرة انثي حائرة. هذا هو السؤال الذى يستحق الجواب.

http://www.hawaa-adam.com